ما هي موجات اليوت وكيف تستخدم في الفوركس

يسعى معظم المتداولين في الفوركس إلى الاعتماد في قراراتهم وسلوكهم على أدوات التحليل الفني المختلفة، والتي تضمن لهم تحقيق أعلى معدلات ربحية، أو تضمن على الأقل عدم التعرض لمخاطر كبيرة أثناء عملية التداول، بحكم أن هذه الأدوات تحدد اتجاه السوق، وحركة الأسعار، وتقدم تنبؤ مستقبلي يمكن للمتداول من خلاله تحديد مناطق الدخول والخروج، ومن ضمن هذه الأدوات بل وأشهرها هي نظرية موجات اليوت ( Elliott Wave Theory)
نظرية موجات اليوت
هي أحد أشكال التحليل الفني، التي تحظى بشعبية كبيرة في سوق الفوركس، حيث أنها تحاول تحليل الأسواق المالية، والتنبؤ باتجاه السوق من خلال دراسة نفسية المتداول، وتحليل الجانب النفسي لسلوك المستثمرين، للتعرف على إمكانية تأثير سيكولوجية الجماهير على اتجاه الأسواق المالية، وتم اكتشاف هذه النظرية على يد نيلسون إليوت في أوائل الثلاثينيات من القرن العشرين.
وتقوم النظرية على أساس فرضية معينة ترى أن عقلية الأفراد المستثمرين تؤثر على اتجاه السوق، من خلال علاقة بين دورة السوق وبين سلوك الجماهير وهو ما يجعل دورات السوق متوقعة، ومتشابهة، وتتحرك على شكل أنماط متكررة، تسمى “موجات”، أي أن دورات السوق انعكاس حقيقي عن رد فعل المتداولين على جملة من المؤثرات الخارجية.
واستطاع اليوت بناءً على نظرية “داو”، والتي ترى أن أسعار الأسهم تتحرك على شكل موجات، أن يبلور نظريته، لتكون بمثابة مؤشر تنبؤي يتوقع احتمالية تكرار أنماط السوق.
معنى موجات اليوت
تستند نظرية موجات اليوت على موقفها من الجماهير، حيث ترى أن الأفراد عندما يجتمعون لا يتصرف كل منهما بمعزل عن الآخر، وإنما يتصرفون ككيان واحد، وأن الفرد يتأثر بسلوك أقرانه، فيقوم بتبني أفكارهم، ويتبع اتجاهاتهم من دون إرادة، وتحركه مشاعر الخوف والطمع والرغبة في البقاء والانتصار، مما يؤدي إلى تطابق الأفكار والسلوك بين الأفراد إذا ما توافرت نفس البيئة والمعطيات، ومن هنا جاءت أهمية دراسة نفسية المجتمع البشري، لمحاولة فهم تأثيرها على السوق المالي.
وتأتي أهمية النظرية بالنسبة لحركة الأسواق في كونها أداة فعالة تمكن المحللين من تقديم تنبؤ حركة الأسواق المالية بحكم أن أنماط السوق متكررة.
عدد موجات اليوت
تقوم نظرية اليوت على أن حركة سعر السوق عبارة عن دورة سعرية تتكون من 8 موجات، تنقسم في إطارها إلى 5 موجات في الاتجاه، يطلق عليها الموجات الدافعة أو الحافزة، بمعنى أنها تدفع السعر في الاتجاه العام، وثلاث موجات عكس الاتجاه، ويطلق عليهم الموجة التصحيحية، والخمس موجات التي في الاتجاه (الدافعة) تتكون من 3 موجات دافعة وهم الموجة الأولى والثالثة والخامسة، وموجتان تصحيحيتان عكس الإتجاه العام هما الموجة الثانية والرابعة، وهناك موجاتين عكس الاتجاه (التصحيحية) فهي تنقسم إلى الموجة (A) والموجة (C) وموجة واحدة مع الاتجاه العام وهي الموجة (B).
أنماط موجة إليوت
تتكون نظرية اليوت من نوعان رئيسيان من الأنماط، يجب فهمهم جيداً لنتمكن من توقع مستقبلي لاتجاه السهم وحركة الأسواق، وهما:
- الأنماط الدافعة أو المحفزة:
هذا النمط الذي يتماشى مع اتجاه الترند، ويتكون من خمس موجات، ثلاثة منهم مع الاتجاه العام وموجتان عكسه.
- الأنماط التصحيحية :
وهي الأنماط التي تتعارض مع الاتجاه العام، أو اتجاه الترند وتتكون من ثلاث موجات، اثنين منهم عكس الاتجاه واحدة فقط مع اتجاه الترند.
ومن الضروري هنا هي التأكد من طبيعة الموجة النامية، هل هي تصحيحية أم اندفاعية، لأن طبيعة هذه الموجة هي التي ستحدد السلوك التداولي، ففي الموجة الدافعة يكون هناك ارتفاع في السعر فيبدأ المستثمرون في تحديد اتجاههم، لأن الموجة الثانية ينخفض السعر ثم يعود ويرتفع في الموجة الثالثة، وفي الموجة الرابعة تتراجع الأسعار لحجز الأرباح، ثم ترتفع مرة أخرى مع الموجة الخامسة.
أما في حالة الموجات التصحيحية تكون هناك تصحيحات طفيفة ضمن اتجاه اندفاعي للسعر، وهنا يمكن للمتداولين استخدامها لاكتشاف الموجات المحفظة، لركوب الموجة المحفزة والإغلاق عند ذروتها مما يعني مزيد من تحقيق الربح. إليك هذه المفكرة الاقتصادية لكي تلقي نظرة عن قرب عن توقعات أرباح الأسهم.
تداول الفوركس باستخدام نظرية اليوت
يعد استخدام نظرية اليوت في تداول الفوركس من الأدوات الفنية الفعالة للغاية لكل متداول يرغب في زيادة أرباحه، حيث تستخدم النظرية لتحديد فرص التداول المحتملة، والكشف عن اتجاه السوق، واحتمالات الارتفاع والانخفاض في أسعار العملات من خلال النظر إلى سيكولوجية الوسطاء ونفسية المشاركين في التداول.
بحكم اتساع نطاقها، تعد من الأدوات الفنية التي لا غنى عنها، فهي تتسق مع التداول قصير المدى، واستراتيجيات التداول بعيد المدى أيضاً، وتعتمد على تحديد وقت الدخول والخروج بشكل يضمن تحقيق أعلى عائد ممكن من الأرباح، من خلال تحديد طبيعة الموجة لفتح مراكز شراء ومن ثم ركوب الموجات الدافعة والإغلاق على مكاسب.
حيث أن النظرية تفترض أن الأسعار تتحرك في خمسة أنماط في الاتجاه الصعودي، تسمى بالموجات الاندفاعية، ومن ثم يحدث إنخفاض ثلاثي الاتجاه في الاتجاه المعاكس، وتسمى موجات اليوت التصحيحية.
التعليقات